افتتاحية: لجان تحقيقات للتحقيق أم للإيهام

إدارة التحرير

توالت الأحداث منذ ثورة 2011 وتتالت، من جرائم و حوادث شتى تشغل الرأي العام و تروع المجتمع و تحير العقول و الألباب. فلا نكاد نفقه لها لغزا أو تفسيرا أو تبريرا. فما أن تقع الواقعة حتى يلجأ السياسيون و الحاكمون بأمرهم الى  تكوين لجان التحقيق وتكليفها بالقيام بالأبحاث اللازمة لكشف الحقيقة و إنارة العدالة و طمأنة الرأي العام. إلا أن هذه اللجان في بلادنا جعلت، على ما يبدو، لقبر الحقيقة وتضليل العدالة و طمس معالم الحق الى أن يطويها النسيان ويغفل عنها الناس. خذوا لكم مثلا واحدا من بين مئات الأحداث التي قبرتها اللجان، كقضية الأطفال الرضع و نتيجة تحقيقات جرائم الارهاب و الاغتيالات وكوارث الفيضانات وحوادث الطرقات و الفساد المستشري في كل قطاع، كلها تحقيقات وقع إيهام الرأي العام بأن لجانا اضطلعت بها ثم لم نسمع مطلقا عن مآل أبحاثها وتقاريرها إن لم نقل نتائج تحقيقاتها. فهل هي على خلاف ما بعثت من أجله، لجان نسيان و اهمال و استبلاه للشعب المتعطش لمعرفة الحقيقة. الحقيقة التي بات من الواضح أنها على ملك الذين أوكلوا لتلك اللجان مهمة التعتيم و التضليل دون محاسب أو رقيب.

اليوم أدرك الرأي العام الغاية من بعث لجان تحقيقات لكشف الحقيقة في القضايا الكبرى. فما هي المهمة الحقيقية للجان التحقيق تلك ومن يحرك مساراتها و أهدافها السياسية. لفاهم أن يفهم.

بقلم محمد علي بن عامر