رسالة إلى إسرائيل…

ما يحدث الآن هو أن بعض الحكومات العربية أرادت أن توصل رسالة قوية لإسرائيل ولاصدقاءها الجدد في المنطقة والرسالة وصلت.

ترك الحكومة الأردنية المواطنين يصلون للحدود الإسرائيلية سابقة على ما أعتقد وهي رسالة اننا نستطيع أن نطلق عليكم شعوبنا وأنتم تعرفون رأيهم فيكم وأننا نمنعم عنكم وتعلمون جيداً ان التطبيع لم يتنزل ابدا في المستوى الشعبي.

الأردن قدم الكثير من التنازلات لكن ذلك لم يشفع له وأصبح وجوده مهددا بصفقة القرن التي تنهي حلم الدولتين. نهاية حلم الدولتين يعني إلحاق فلسطينيي الضفة بالأردن وتهديدا واضحا لحكم الأسرة الهاشمية إذا أصبحت دولتهم ذات أغلبية فلسطينية.

بكل وضوح، من يقرأ التاريخ ويعرف العلاقة الخاصة للمملكة الهاشمية بالقدس لا يستبعد أن تكون المخابرات الأردنية وراء انتفاضة المقدسيين خاصة بعد منع إسرائيل الأمير الحسين من دخول الحرم القدسي منذ أسابيع والحديث قبل ذلك عن دور سعودي في الحرم القدسي كبديل للأردن.

أما مصر فهي تمر بأصعب مرحلة في أزمة سد النهضة وبمنطق برجماتي قضية فلسطين هي أهم الأوراق المتاحة لديها وهذه اللهجة الحادة في الموقف الرسمي المصري التي غابت منذ عهد مبارك والمد التضامني وإرسال الأطباء إلى غزة وخطبة الجمعة من الأزهر ومن معظم مساجد مصر التي كانت اليوم عن الأقصى والعدوان الإسرائيلي، بلا حدود ولا قيود ولا خطوط حمراء، تؤكد أن ما يحدث ليس أمرا هينا، بل تحول كبير جدا في الموقف المصري.

مصر والأردن يقفان أمام تحالف اسرائيلي اماراتي يريد الاضرار بهما سواء عن طريق سد النهضة أو مشروع القناة الموازية لقناة السويس، أو بتهديد الأردن في وجوده..

بقلم و. ع